‏الاثنين، 01
تموز، 2002


Hichem KAROUI
Normal
Hichem KAROUI
2
48
2002-07-01T10:22:00Z
2002-07-01T10:22:00Z
2
480
2740
22
5
3364
9.3821







21
9.35 pt
2











 DATE \@ "dddd,
dd MMMM, yyyy" ‏الاثنين،
01 تموز، 2002

تيارات:
هشام القروي

 

 ماذا ينبني
على الموقف
الاوروبي ؟

 

لم
تلعب الصدفة
وحدها دورا في
اللقاء الذي
جمع وزير
الخارجية
الفرنسي
دومينيك دو
فيلبان بياسر
عرفات, في
اعقاب القاء
الرئيس جورج
بوش خطابه
الذي يدعو فيه
الى عزل
الرئيس
الفلسطيني
واستبدال القيادة
الحالية
بغيرها. فقد
يفسر البعض
ذلك بأن هذا
اللقاء كان
مبرمجا سلفا,
ثم ان وزير خارجية
فرنسا لا يعمل
لدى جورج بوش ,
وبالتالي
فلماذا
يتنازل وينفذ
امانيه بعزل
ياسر عرفات ؟
وهذا صحيح بلا
شك. ولكن المسألة
اعمق من ذلك .
فهناك خلاف
بين اوروبا
والولايات
المتحدة اصبح
اكثر فأكثر
وضوحا خاصة
ابان قمة بلدان
ج 8 في كندا. حيث
عبر الزعماء
الاوروبيون
عن تحفظهم
ازاء دعوة بوش
الى عزل
عرفات. ولم
يشذ عن هذا
الموقف
المتحفظ حتى
المستر توني
بلير رئيس
الحكومة
البريطانية,
بالرغم من ان
بلاده تعتبر
أكثر البلدان
الاوروبية
قربا من
السياسة
الاميركية.

   ويلاحظ في
هذا السياق ان
الخلاف بين اوروبا
والولايات
المتحدة بدأ
اقتصاديا وتدرج
شيئا فشيئا
ليصبح سياسيا
وامنيا. ولعل
احد اهم نقاط
الخلاف تتعلق
بالموقف من
الارهاب , وكيف
يمكن معالجته,
حيث يبدو ان
الاوروبيين
غير مقتنعين
بأن الوسائل
العسكرية فقط
هي التي يمكن
ان تردع
الارهابيين . عبر
عن وجهة النظر
هذه باتريك
سيل , الذي كتب
مؤخرا قائلا
انه لدى
الاوروبيين
اقتناع بأنه"
لو تدخلت
واشنطن بشكل
اكثر جرأة في
الصراع العربي
الاسرائيلي
لفرض انسحاب
اسرائيل من الاراضي
الفلسطينية
ووقف
الاستيطان,
لكان ذلك
العمل
مكافئا".

 فهذه هي
الطريقة
الجادة
لاستئصال جذور
الارهاب , أي
بتفكيك
اسبابه. وهذه
رؤية صائبة ,
ولكن السؤال
يبقى طبعا:
ماالذي فعلته
اوروبا نفسها
عمليا على هذا
المستوى؟
اعني ما هي الضغوط
التي مارسها
الاتحاد الاوروبي
على اسرائيل
لاعادتها الى
الصواب ؟ وهل يكفي
ابداء التحفظ
على موقف جورج
بوش الاخير حتى
يتغير شيء ما
على الميدان ؟


  الواقع
ان وقاحة
الموقف
الرسمي الاميركي
في دعمه
الاعمى
لشارون قد لا
تكون ممكنة
دون سلبية
اوروبا.

  دعنا من
اساليب
التسويق
والعلاقات العامة
والاشهار
التي تردت
فيها
السياسات
الاوروبية في
الشرق الاوسط
, فهي لا يمكن
ان تكون سياسة
جادة. نحن
نعلم ان هذه
المنطقة هامة
ايضا بالنسبة
لاوروبا, وهذه
الاخيرة
تحاول الابقاء
على علاقات
جيدة مع العرب
, ومن اجل ذلك
فهي لا تبدي
مواقف تحرج
حلفاءها او
تغضبهم. ولكن
وصول وزير
خارجية فرنسا
الى مقر عرفات
بعد سويعات من
خطاب بوش الذي
يقاطع فيه
الزعيم الفلسطيني
, مثله في ذلك
مثل اعلان
توني بلير وجاك
شيراك
خلافهما مع
الرئيس
الاميركي حول
موضوع
القيادة
الفلسطينية,
لن يصبح سياسة
عملية لها
تأثير فوري
ونتائج
محسوسة الا
اذا امكن
البناء عليه.
ودون ذلك ,
فهذه ليست
سياسة , وانما
"تسويق " صورة
معينة
لاوروبا,
مثلما يقع تسويق
نوع من
الصابون او
معجون
الاسنان.

  ان ما يريده
العرب ليس
كلاما في
المناسبات
ومصافحات
امام عدسات
الكاميرا.
فالقضية لا
تنتهي هنا.
نريد من
اوروبا ان
تتبع مواقفها بأفعال
واضحة.

  معنى ذلك :
عندما يقول
بوش انه لا
يريد التعامل
مستقبلا مع
عرفات , ويدعو
الى استبدال القيادة
الفلسطينية
الحالية, في
الوقت الذي يسيطر
فيه الجيش
الاسرائيلي
على مدن الضفة
الغربية , فمن
الواضح ان هذا
الموقف له
نتائج محسوسة
على الميدان.
فبوش لا يقف
متفرجا. بل هو
اعطى الضوء
الاخضر
لشارون للذهاب
الى آخر الشوط
فيما قرره.

  وبالمثل ,
فعندما يقول
الزعماء
الاوروبيون
انهم يرفضون
التدخل في
الشؤون
الفلسطينية
لفرض تغيير ,
فهذا يعني
عمليا انهم
يقفون ضد
التوجه الذي
يمثله ارييل
شارون بتشجيع
من الولايات
المتحدة. فهل
اوروبا عاجزة
عن التعبير
بطريقة اخرى
عن  هذا
الموقف ؟ اعني
هل سيقف
الاوروبيون
الان يتفرجون
على المذابح
المتواصلة ,
ام انهم
سيضعون ثقلهم
في الميزان
للضغط على
الحكومة
الاسرائيلية
وعلى
الولايات
المتحدة ايضا
؟

  انظر موقع
هشام القروي
على الانترنت
:

 http://www.hichemkaroui.com/